الارتفاع 430 متر مفرق يبه من الطريق الرئيسي 19.16.626 041.49.172
وادي يبه من أكبر الأودية بتهامة عسير بالعرضية الجنوبية والمتميز بنخيله الباسقة وجداوله الجميلة ومناظره الخلابة ... وهو سمي لقنونا كما قال أحد الشعراء:
ما ترى لمح بارق سقيت ماءهُ يبه ** فشرورى فقنونى فحبونى فالأحسبه وقال آخر:
أمسى فؤادي منهم بمحسبةٍ ** بين قنونى فعليبٍ فيبه
الوادي يقع في العرضيتين ... المناخ في العرضيتين بوجه عام ... شديد الحرارة صيفاً مع سقوط الأمطار (المتوسطة) بسبب الرياح الموسمية (الجنوبية الغربية) التي تؤدي - بإذن الله - إلى سقوط الأمطار على الأجزاء الجنوبية الغربية من المملكة ... ودافئ شتاء مع سقوط الأمطار (القليلة) بسبب الرياح العكسية الشمالية الغربية التي تؤدي - بإذن الله - إلى سقوط الأمطار على معظم أجزاء المملكة ... وبشكل عام الأمطار قليلة ومتذبذبة ... وتعد العرضيتان مشتى جميلاً يرتاده سكان المرتفعات (السراة) شتاء ... بسبب دفء الجو ... في هذا الوادي نصحبكم في جولة ...
وادي (يَبَه) ... يقع إلى جنوب غرب العرضية الجنوبية ... وهو من أشهر الأودية في العرضيتين ... وقد ورد ذكره في عدد من مراجع التاريخ والجغرافية ... قمنا بجولة على هذا الوادي الذي تصب فيه أودية كبيرة عند العرضية الجنوبية منها: وادي جفن و وادي النظر و وادي نخال و وادي المسقوي ... وكذا وادي الغرين وغيرها من الأودية ... وقد وجدنا وادي يبه من أجمل الأودية حيث اصطفاف أشجار النخيل على جنباته، وجريان مائه الذي يفضي إلى البحر الأحمر ... ماءه الذي يظهر تارة ويختفي تارة بين بطحاءه النظيفة ... وأرضه الطيبة ...
النخل تتوافر بكثرة على ضفاف وادي يبه بالعرضية الجنوبية وعلى ضفاف وادي قنونا كما أسلفنا ... وكان خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري يغطي إنتاج النخيل حاجة العرضيتين من التمر ... غير أنه ترك الآن وأهمل وهو عرضة للانتهاك بالإحراق ... وقد لاحظنا ذلك أثناء جولتنا بهما ..
مناظر هذا الوادي مناظر متميزة ... حيث تشاهد الخضرة اليانعة والمياه الجارية تنسال بينها ...
بطحائها النظيفة ... وحصبائها الناعمة .. يجعل له ميزة خاصة على قنونا ... أعطته منظراً رائعاً ... يطيب الجلوس فيه ...
استوقفنا منظر النخيل العديدة والتي تكسوها الأشجار المتسلقة ... وقد غطت غالبها أو جميعها ... فلا ترى غير الورق الأخضر يرتفع إلى عدة أمتار ... وأحسسنا بالهيبة ونحن نشاهدها ... وكأنها تعطينا درساً في الحياء والحشمة ...